اقتصاد

التضخم العالمي…أبرز أسباب حدوثه وطرق معالجته

التضخم العالمي، هو عبارة عن ارتفاع الأسعار عالمياً لكل السلع الأساسية التي يحتاجها الإنسان. مثل المأكل والمشرب والملبس والسكن، يأتي التضخم نتيجة عدم توافق القوة الشرائية وقوة الطلب. فعدم التوافق بين كل من القوتين يؤدي إلى حدوث ما يعرف اقتصادياً بالتضخم، وهو ما يحصل في الوقت الحالي بكل دول العالم. فزيادة الطلب على بعض السلع الضرورية يقابلها  ركود في إنتاج تلك السلع عالمياً، وذلك بسبب تداعيات فيروس كورونا. والآن سوف نستعرض لكم أهم الأسباب التي أدت إلى زيادة التضخم العالمي.

أسباب التضخم العالمي

ومن أسباب التضخم العالمي الحالي، هي تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد، التي عملت على الإغلاق الكامل لبعض الدول، مما أدى إلى قفل المصانع والشركات وترتب على هذا القرار تسريح العديد من العمالة وارتفاع نسبة البطالة، لذلك قلت القوي الشرائية للمستهلك.

التشجيع على الإنفاق:

التضخم العالمي
التضخم العالمي

اتخذت بعض الدول مبدأ التشجيع على الإنفاق، وصفها كبار الاقتصادين بالخطوات الحمقاء، وهذا تعبير مجازي عن ما تفعله تلك الحكومات حيث تتجاهل الحكومات التضخم، وذلك عن طريق اعتقادهم بأن المدينين يستفيدون من التضخم الحالي، وأن الأقساط التي يتوجب عليهم دفعها تكون ثابتة. أما المرتبات تزيد في حالة حدوث التضخم.

  • أدى ارتفاع أسعار النفط إلى زيادة التضخم لعدد من الدول، والتي تستخدم عملة اليورو، ليرتفع معدل التضخم العالمي إلى 2٪.

انخفاض رأس المال العيني:

ومن ضمن الأسباب الشائعة لحدوث التضخم العالمي ، هو انخفاض رأس المال العيني، وهو عبارة عن  نقص في رأس المال الذي يستخدم في مستوى التشغيل، ويترتب على ذلك عدم مرونة الإنتاج العالمي.

اقرأ ايضا: التضخم في تركيا يحطم أمال أردوغان

البطالة الناتجة من تداعيات فيروس كورونا:

التضخم الأسعار التي يدفعها المستهلكون سنويا وذلك في الاستمرار لبعض الدول بالاستعانة بثلث القوة العاملة فقط، مما أدى إلى وجود نسبة عالية من البطالة وانخفاض القوة الشرائية للمستهلكين.

التمويل الحكومي:

كما عملت الحكومات على تمويل بعض المجالات التي تعمل على انتعاش الاقتصاد، وذلك أدى إلى تفاقم مستوي التضخم العالمي، ليصل لأعلى مستويات غير مسبوقة في التاريخ.

إجراءات حكومية أثرت علي حجم التضخم العالمي:

ومن الأسباب الأخرى لارتفاع نسبة التضخم في بعض الدول، هو أتباع بعض الحكومات أساليب خاطئة لحل الأزمة مثل، أتباع الاتحاد الأوروبي وأمريكا قرار المبالغة في صرف المدخرات للشركات والأشخاص المتضررة من تداعيات فيرس كورونا وقت الإغلاق الكامل.

أدي ذلك إلى امتلاك المستهلك كمية كبيرة من المدخرات، في مقابل أن جميع الأنشطة التي يمكن  الادخار من خلالها لانتعاش الحركة السوقية بين العرض والطلب كانت مغلقة كلياً.

ومن ناحية أخرى لم تتبع بعض الدول قرار الإغلاق الكامل، ولكن بسبب قفل المصانع والشركات وتسريح العاملة. قلت المدخرات لدي المستهلك وترتب عليه زيادة العرض مقابل انخفاض الطلب على المنتجات والسلع الأساسية.

  • أما وبعد الافتتاح الكلي للدول المغلقة، باتت المشكلة في اضطرب سوق العمل ونقص في بعض السلع مع زيادة الطلب عليها.

توقعات الخبراء الاقتصادي تعلن أن التضخم العالمي لن ينتهي قريباً

ظهرت عدة أحداث دليلة بأن شبح التضخم العالمي، لن ينتهي في وقت قريب، وذلك من خلال أزمات التي تتعلق بسلاسل الخدمات والتوريد، بالإضافة إلى الاستمرار في رفع أسعار السلع. وزيادة الطلب عليها بعد الانتهاء من إجراءات الإغلاق. بالإضافة وكما ذكرنا سابقاً نقص الأيدي العاملة نتيجة للأشغال بثلث العاملين فقط. فترتب علي تلك الأحداث خوف صناعي القرار، وذلك بسبب أن يكون الاقتصاد العالمي المقبل سوف يكون اقتصاد يتسم بالركود.

وتعليقاً على أزمة التضخم،  صرح كبير الاقتصادين لدي بنك إنجلترا،، هيو بيو، بأن جميع البنوك المركزية على مستوى العالم لا ينتابها نفس القلق من خطر زيادة معدل التضخم العالمي، بل أن بعض البنوك المركزية، مثل البنك المركزي الياباني والبنك المركزي الأوربي، مازالوا يقوموا بعملية التحفيز بكل جراءة.

خطوات اتخذتها بعض الدول للحد من التضخم الاقتصادي:

اتخذت بعض الدول مجموعة من الإجراءات للحد من تفاقم معدل التضخم بها، حيث عملت كل من الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي على تقليص حجم المشتريات للسندات، وذلك عن طريق زيادة مرجحة لسعر الفائدة في بداية ٢٠٢٣ المقبل.

اقرأ ايضا: تعرف علي أشهر محلل اقتصادي

ماهي معدلات التضخم في الدول الصناعية الكبرى

التضخم العالمي
التضخم العالمي

لقد تأثرت الدول الكبرى بالتضخم بسبب تداعيات فيرس كورونا مثلها كمثل باقي الدولي النامية وذات الاقتصاد الضعيف. فنجد أن معدلات التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية قدرت بمعدل  4.2٪.

بينما حالة التضخم الصيني، لا يختلف كثيراً. عن نظيرتها الأمريكية. فقد صرح مجلس الإحصاء الوطني الصيني، بأن معدل التضخم وصل إلى 1.3٪.

أما في أوروبا فزادت معدلات التضخم، بشكل كبير وسريع لمعدل التضخم قائمة البلدان اليك :

حيث قدر معدل التضخم الأوروبي نحو 2٪

التضخم الألماني قدر بمعدل2.4٪

والتضخم الفرنسي، قدر بمعدل 1.8٪

التضخم الإيطالي قدر بمعدل 1.3٪

التضخم الإسباني قدر بمعدل 2.4٪

وتمثل هذه النسب مشكلة كبيرة  للمنطقة، بالإضافة إلى تأخير فرص التعافي لتلك الدول كما أدت لزيادة الأسعار بشكل مبالغ فيه لكل من السلع الغذائية التي يحتاجها المستهلك.

تأثير التضخم على الدول النامية

تأثرت الدول النامية بالتضخم العالمي، والتي هي في الأساس تعاني من التضخم المزمن كما يطلقوه عليه خبراء الاقتصاد.

فقد ارتفاع معدل التضخم، في كل من نيجيريا ليسجل 22.9٪ أما البرازيل فزاد معدل التضخم بها ليصل إلى 8.6٪، ومثل حالهم تركيا التي زاد معدل التضخم لديها بشكل كبير ليسجل 17.1٤٪. كما صرح بعض الاقتصادين بأن زيادة معدل التضخم العالمي حتي الآن، تتمثل في صورة ارتفاع المواد الخامة يقابله التضخم في إعادة فتح اقتصاديات العالم من جديد.

حيث أعرب كبار الاقتصادين، عن خوفهم جراء ذروة التضخم الحالية التي سوف تؤدي إلى تضخم بشكل دائم على المدى الطويل. كما أوضحوا أن استمرار ارتفاع العرض مقابل الطلب في سوق العمل، لن ينجح في الاتجاه لزيادة المرتبات، وعلى الجانب الأخر أن ضغوط التنافس سوف تعمل على الحد من ارتفاع الأسعار على المدى الطويل.

كيف تغيرت معدلات التضخم في الدول العربية

أصاب التضخم العالمي، الدول العربية مثلها كباقي دول العالم، إليكم بعض نسب الدول العربية في معدل التضخم:

مصر 4.5٪، الجزائر 6.47٪، الإمارات 1.3٪، الكويت 3.16٪، ليبيا 21.1٪، المغرب 1.4٪، قطر 2.5٪، السعودية 3.2٪، السودان 194.6٪، اليمن 40.7٪.

وترتب على تلك معدلات التضخم ما يلي:

أولاً ارتفاع التضخم الكلي، أدى  إلى ظهور عوامل دولية ومحلية، مثل ارتفاع أسعار المواد الغذائية  وأسعار النفط، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة الشحن عالميا، كما يؤثر التضخم في أسعار الغذاء على معدلات التضخم الكلي للدولة. خصوصاً في البلدان ذات  الدخل المنخفض. كما له تأثير كبير في البلدان التي تمثل الأغذية المستوردة النصيب الأكبر من سلعها الاستهلاكية.

ومن المتوقع على لسان كبار الاقتصادين بالعالم، أن معدل التضخم الحالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، سوف يرتفع  إلى نسبة  12.9٪ في عام 202٢ وذلك مع وجود  أعلى معدلات التضخم في الدول العربية، في السودان واليمن.

والأن وقد تعرفنا علي أسباب التضخم العالمي الحالي، نتمنى أن ينال المقال إعجابكم ونكون قد أضفنا معلومة جديدة إلى معلوماتكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى