اقتصاد

التضخم في تركيا يحطم أمال أردوغان

التضخم في تركيا، بسبب الأزمة الاقتصادية والتي أصابت العديد من الدول حول العالم، وذلك نتيجة تداعيات فيرس كورونا المستجد. على جميع اقتصاديات الدول ، فأصيبت الليرة التركية بتضخم واضح وملموس مما أدى إلى عدم استقرار سعر صرف الليرة التركية. فكانت النتائج المترتبة على ذلك التضخم هو الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، بالإضافة إلى انخفاض القدرة الشرائية لدي المستهلك، مما يعني وجود ركود اقتصادي وعدم أنتعاش حركة الاقتصاد بالإضافة إلى عدم وجود فرص للاستثمار لعدم وجود أي مقاومات تجذب المستثمرين. والأن سوف نستعرض لكم أسباب التضخم في تركيا، وما هي الحلول لحل تلك المشكلة الاقتصادية.

 نقاط القوة لدى الاقتصاد التركي:

من المفارقات حدوث التضخم في تركيا، رغم كم المميزات الاقتصادية التي تمتلكها الدولة ومن أهم تلك المميزات التي يمتلكها الاقتصاد التركي:

  • أنه اقتصاد متنوع، بالإضافة إلى أن الاقتصاد الداخلي لتركيا يخدم الكثير من القطاعات المحلية، حيث يساهم الاقتصاد التركي في نمو عدة مجالات بدورها تعمل علي إنعاش الحالة الاقتصادية، بالإضافة إلى مساهمته في تطوير البنية التحتية للبلاد، فنجد أن عند التراجع المستمر لاقتصاد كبري الدول في العالم بسبب أزمة كورونا العالمية، حدث نمو اقتصادي في تركيا يقدر بمعدل 1.8٪.
  • وبسبب القاعدة القوية للاقتصاد التركي، قام بعمل معادلة صعبة من حيث تحويل انخفاض سعر صرف الليرة إلى فرص استثمارية عظيمة. وذلك من خلال زيادة قيمه الصادرات التركية للعالم، ويقابله ذلك انخفاض في الواردات إلى تركيا، حيث إن الصادرات التركية بلغ إجمالي قيمتها في عام ٢٠١٢ حوالي ٢١١ مليون دولار. وبسبب النهضة التكنولوجيا التي تقودها تركيا في مجال التسليح، زاد معدل الصادرات من التسليح بينما أنخفض معدل الواردات من التسليح.
  • ويعتمد الاقتصاد التركي بنسبة كبيرة على العامل البشري، حيث أنه يمتلك أفضل الأيادي المدربة كما أن التركيبة السكانية لتركيا تحتوي علي عدد كبير من الشباب الذين يكون لهم دور كبير في أنتعاش اقتصاديات الأمم. فمن الغريب امتلاك تركيا اقتصاد بهذا الحجم والقوة، ويوجد لديها تضخم اقتصادي.

اقرأ ايضا: تعرف علي أشهر محلل اقتصادي

نقاط الضعف في الاقتصاد التركي:

يحتوي الاقتصاد التركي على عدة نقاط تكون السبب الأساسي لوجود نقاط ضعف في الاقتصاد ومن أهم تلك المعوقات التي تواجهه تركيا

– من أكثر نقاط الضعف في الاقتصاد التركي هو حاجته المستمرة لمصادر الطاقة. فتعتمد تركيا علي استيراد النفط بشكل كامل من الخارج، كونها تمتلك موارد طبيعية للطاقة تكفي حوالي 10٪ فقط من الاحتياجات المحلية.
لذلك فكرت تركيا باتباع سبل توفير الطاقة من مصادر أخرى مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بالإضافة إلى الطاقة النووية.

– زيادة الدين الخارجي للبلاد، ويحدث ذلك بسبب الشركات الخاصة، والتي تعتمد اعتماد كلي على التمويل الخارجي، حيث يقدر قيمة التمويل الخاص بالشركات الخاصة حوالي 65٪ من إجمالي الدين العام للدولة. مما يسبب ضغط كبير على طلب الدولار.

– أما السبب الثالث في نقاط ضعف الاقتصاد التركي، هو سعر الفائدة، إذا كان في انخفاض أو ارتفاع، فكان سعر الفائدة 19٪ ثابتاً لفترة طويلة من قبل البنك المركزي. ولكن من فترة قصيرة قرر البنك المركزي تقليل سعر الفائدة إلى 18٪ علي قيمة الاقتراض.
فتلك الأسباب هي عوامل مساعدة علي زيادة التضخم في تركيا.

ما هي أسباب التضخم في تركيا؟

التضخم في تركيا
التضخم في تركيا

من أسباب التضخم في تركيا، هو الارتفاع في نسبة قيمة الفائدة المحددة من قبل البنك المركزي، فزيادة معدل الفائدة يؤثر بشكل كبير علي معدل العرض والطلب، فينتج عن زيادة معدل الشراء هو ارتفاع تكاليف الخدمات المقدمة، وبالأخص بأن الاقتصاد التركي يعتمد بشكل كبير علي الاقتراض. كما أن انخفاض سعر العملة سوف يؤثر بدورة علي طلب القيمة الشرائية لها. فالمشكلة الكبرى هو توقع زيادة سعر النفط والذي تعتمد تركيا علي استيراده بشكل كامل من الخارج حيث تستورد حوالي 90٪ من حاجتها للطاقة فمن خلال ذلك سوف يتضعف قيمه التضخم في تركيا. وستكون الدولة أمام مشاكل كثيرة يجب حلها لتخفض من معدل التضخم في تركيا.

سبب انخفاض قيمة الليرة التركية:

يعتبر الانخفاض في قيمة الليرة التركية هو إحدى الأسباب التي أدت إلى وجود التضخم في تركيا، فعانت الليرة من الانخفاض الملحوظ في سعرها وذلك منذ عام ٢٠١٤، ويرجع سبب ذلك هو وجود بعض المشاكل في الاقاليم المجاورة والتي أدت إلى وجود لقوات عسكرية في بعض الدول العربية القريبة للحدود التركية.

ومن ضمن أسباب انخفاض الليرة التركية، هو الاصطدام السياسي الذي حدث بين تركيا وأمريكا خلال عهد الرئيس دونالد ترامب، والذي عمل علي أضعاف الاقتصادي من خلال الضغط على الاقتصاد بعدة عوامل مؤثرة. بالإضافة إلى خلاف تركيا مع بعض الدول العربية. والذي نتج عنه منع تلك الدول من استيراد المنتجات التركية وكانت ذلك ضربة كبيرة للاقتصاد التركي. وذلك بالإضافة إلى أزمة كورونا العالمية التي أثرت بشكل كبير علي القطاع السياحي والعقاري، وكانت هذه عدة أسباب أدت الي عدم استقرار سعر الصرف المحلي كما أنها زادت من معدل التضخم في تركيا.

ما هي الحلول التي يمكن أن تحد من معدل التضخم في تركيا:

من الصعب إيجاد حلول جزرية لحل مشكلة التضخم في تركيا، ولكن هناك بعض الحلول يمكن من خلالها أن تخفض الدولة معدل التضخم، ومن تلك الحلول
– حل مشكلة العرض والطلب من خلال خفض سعر بعض المنتجات في الأسواق لأنعاش سوق الخدمات.

– منع الشركات الخاصة من الاقتراض الخارجي. للحد من الطلب علي الدولار.

– العمل على الاقتراض الاسلامي، والذي بدوره سيعمل تقليل سعر الفائدة.

– حث الأفراد علي التعامل بعيداً عن النقد الأجنبي (الدولار).

– زيادة التعامل بالعملة المحلية.

اقرأ ايضا: تعرف على أهم الصناعات في الدول العربية

حل مشكلة التضخم في تركيا من خلال المقايضة بالدينار والدرهم الذهبي:

من الحلول التي يمكن أن تعمل علي حل مشكلة التضخم في تركيا، هو أتباع نظام المقايضة الإسلامي من خلال التعامل بالدينار والدرهم الذهبي، فسعر الذهب يوجد به تقلبات ولكن لا يفقد قيمته أبداً. فاذا تشاركت جميع الدول الإسلامية في رجوع نظام المقايضة الإسلامي، سوف نحد كثيراً من معدلات التضخم في الاقتصاد للدول، حيث أن بكل سهولة يمكن أن تتفق مجموعة من الدول علي انهيار سعر صرف دولة أخرى. وذلك بكل سهولة من خلال العملات الورقية التي تنخفض قيمتها علي مر السنين ويمكن أن تعوم بكل سهولة.
ولكن في العملات الذهبية العكس، حيث إن العملة الذهبية تحتفظ بقيمتها علي مر السنين، ولا يمكن أن يحدث تضخم في سعرها ابداً.

مشكلة التضخم من أهم مشاكل العصر التي تؤثر بشكل فعلي على اقتصاديات الدول، وليس من الضروري أن تكون الدولة المصابة بمعدل تضخم قوي هي دولة تمتلك اقتصاد ضعيف. ولكن أصبح التضخم يصيب الدول حتي و أن امتلكت اقتصاد قوي منتعش. والسبب هنا دائما العملات الورقية والتي تزول قيمتها مع الزمن أو مع أي اضطراب يصيب الدولة.

والأن وقد تعرفنا على مفهوم التضخم وسبب التضخم في تركيا، بالإضافة إلى نقاط قوة وضعف الاقتصاد التركي. كما نقشنا بعض الحلول لحل مشكلة التضخم، نتمنى أن ينال المقال إعجابكم ونكون قد أضفنا معلومة جديدة إلى معلوماتكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى